للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "استذكروا القرآن فلهو أشد تفصيا من صدور الرجال من النعم بعقلها" الحديث، وفي رواية "من قلوب الرجال"، تفصيا بالتاء ثالثة الحروف وبالفاء والصاد المهملة والتفصي معناه التخلص والانفصال أي أشد خروجا وهو بمعنى الرواية الأخرى أشد تفلتا أي أسرع تخلصا وذهابا من النعم المعقلة إذا أطلقها صاحبها ولا يعقل من النعم غير الإبل (١) يقال تفصى اللحم عن العظم وتفصى من البلية أي تخلص (٢) ويقال تفصيت من الأمر تفصيا إذا خرجت منه وتخلصت قاله في النهاية (٣)، والاسم الفصية (٤).

قوله: "من النعم بعقلها" والنعم أصلها الإبل والبقر والغنم والمراد هنا الإبل خاصة لأنها التي تعقل والعقل بضم العين والقاف ويجوز إسكان القاف كنظائره وهو جمع عقال ككتاب وكتب وهو الحبل الذي يعقل به البعير ووقع في هذه الرواية بعقلها وفي رواية "من عقله" وفي رواية "في عقلها" وكله صحيح والمراد برواية الهاء من كما في قوله تعالى: {عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّه} (٥) على أحد القولين في معناه، وقوله في رواية "عقله" بتذكير النعم وهو صحيح كما ذكرنا وجمع النعم أنعام (٦).


(١) شرح النووي على مسلم (٦/ ٧٧).
(٢) مقاييس اللغة (٤/ ٥٠٦).
(٣) النهاية (٣/ ٤٥٢).
(٤) المصدر السابق.
(٥) سورة الإنسان، الآية: ٦.
(٦) شرح النووي على مسلم (٦/ ٧٧).