للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

تحسين الصوت بالقراءة وترتيلها، ونقل بعض العلماء الاتفاق على استحباب تحسين الصوت بالقراءة وترتيلها (١) وقال الإمام الشافعي وموافقوه معناه: تحزين القراءة وترقيقها، ويشهد له الحديث الآخر: "زينوا القرآن بأصواتكم" (٢) وكل من رفع صوته ووالاه فصوته عند العرب غناء، وقال الهروي: معنى يتغني به يجهر به (٣)، وقال أبو عبيد: والأحاديث الواردة في ذلك فمحمولة على التحزين والتشويق (٤)، قال الحليمي (٥): والذي يظهر بدلالة الأخبار أنه أرادبالتغني أن يحسن القارئ صوته مكان ما يحسن المغني صوته بغنائه إلا أنه يميل به نحو التحزن دون التطريب أي قد عوض الله تعالى من غناء الجاهلية خيرا منه وهو القرآن فمن لم يحسن صوته بالقرآن ولم يرض به بدلا من ذلك الغناء فليس منا، إلا أن قراءة القرآن لا يدخلها من التغني وفضول الألحان وترديد الصوت ما يلبس المعني ويقطع أوصال الكلام كما قد يدخل ذلك كله الغناء وإنما يليق


(١) نقله القاضي عياض كما في إكمال المعلم (٣/ ١٦٠)، وشرح النووي على مسلم (٦/ ٨٠).
(٢) أخرجه البخاري في خلق أفعال العباد (ص ٦٨ و ٦٩)، وابن ماجه (١٣٤٢)، وأبو داود (١٤٦٨)، والنسائي في المجتبى ٢/ ٤١٣ (١٠٢٧) و ٢/ ٤١٤ (١٠٢٨) والكبرى (١٠٨٩) و (١٠٩٠) و (٧٩٩٦) عن البراء. وصححه الألباني في الصحيحة (٧٧٢)، صحيح أبي داود (١٣٢٠)، تخريج المشكاة (٢١٩٩).
(٣) شرح النووي على مسلم (٦/ ٧٩).
(٤) فضائل القرآن (١/ ٣٣٣)، ونقله القاضي في إكمال المعلم (٣/ ١٦٠)، والتذكار (ص ١٢٦)، وشرح النووي على مسلم (٦/ ٨٠).
(٥) المنهاج (٢/ ٢٣٠).