للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وماتوا، ويستحب البكاء والتباكي لمن لم يقدر على البكاء فإن ذلك صفة العارفين، وشعار عباد الله الصالحين قال الله تعالى: {وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا (١٠٩)} (١) قال السيد الجليل إبراهيم الخواص: دواء القلب خمسة أشياء قراءة القرآن بالتدبر وفضاء البطن وقيام الليل والتضرع عند السحر ومجالسة الصالحين، وقال الغزالي بعد ذكر الحديث (٢): يستحب البكاء مع القراءة، قال صالح المري: قرأت على النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام، فقال لي: يا صالح هذه القراءة فأين البكاء؟، وقال ابن عباس: إذا قرأ سجدة سبحان فلا تعجلوا بالسجود حتى تبكوا فإن لم تبك عين أحدكم فليبك قلبه، وطريق تكلف البكاء أن يحضر قلبه الحزن.

وفي سند هذا الحديث عبد الرحمن بن السائب، وكان حسن الصوت بالقرآن، قال: قدم علينا سعد بن أبي وقاص وقد كف بصره فسلمت عليه فقال: من أنت؟ فأخبرته فقال: مرحبا بابن أخي بلغني أنك حسن الصوت بالقرآن، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن هذا القرآن نزل بحزن" (٣) فذكر الحديث، أ. هـ.


(١) سورة الإسراء، الآية: ١٠٩.
(٢) إحياء علوم الدين (١/ ٢٧٧).
(٣) أخرجه ابن ماجه ت (١٣٣٧) وأبو يعلى (٦٨٩)، والآجري في أخلاق أهل القرآن (٨٥)، والبيهقي ١٠/ ٢٣١، وأخرجه مختصرًا أبو داود (١٤٦٩) و (١٤٧٠) وهو أيضا في مسند أحمد (١٤٧٦)، وصحيح ابن حبان (١٢٠). ضعيف الجامع الصغير وزيادته (٢٠٢٥).