للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

[ومنقبة] كما فعل بأُبيّ حيث سأله فأجابه بقوله - صلى الله عليه وسلم -: "ليهنك العلم أبا المنذر" ويحتمل أن يكون ذلك ليبالغ في حالة يطيب بها القرآن له فإن الإنسان قد يتساهل مع نفسه في أموره ويعتني بها عند مشاركة غيره فيها وإن كان مخلصا في أصل عمله (١).

قال الإمام الحافظ أبو بكر بن أبي داود السجستاني: لأبي موسى مع حسن صوته فضيلة ليست لأحد من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، هاجر ثلاث هجرات هجرة من اليمن إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمكة، وهجرة من مكة إلى الحبشة، وهجرة من [الحبشة إلى المدينة]، واستعمله النبي - صلى الله عليه وسلم - على زبيد وعدن وساحل اليمن، واستعمله عمر بن الخطاب على الكوفة والبصرة، روى له عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثمائة وستون حديثا، توفي سنة خمس، وقيل: إحدى وخمسين، وقيل: سنة اثنين وأربعين، وقيل: سنة أربع وأربعين وهو ابن ثلاث وستين سنة (٢).

ومعناه: لو علم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يسمعه لمد في قراءته ورتلها كما كان يقرأ على النبي - صلى الله عليه وسلم - فيكون ذلك زيادة في حسن صوته بالقرآن (٣)، هذا كان سماع القوم فمن حرم هذا السماع أو من كرهه وهل هذا إلا سماع خواص الأولياء فلابد للروح من سماع طيب تتغذى به قاله القرطبي في التذكار، فأين هذا من سماع المكاء والتصدية وقرآة الشيطان وآلات الملاهي أ. هـ.


(١) المفهم (٧/ ٥٧).
(٢) تهذيب الأسماء واللغات (٢/ ٢٦٨).
(٣) التذكار (ص ١٢٤).