للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

تنبيه: اختلف العلماء في التطريب في القراءة والترجيح فيها فمنع من ذلك، وأنكره مالك بن أنس وسعيد بن جبير والقاسم بن محمد والحسن وابن سيرين والنخعي وغيرهم وكرهه الإمام أحمد بن حنبل كما كرهه مالك وأجاز ذلك طائفة منهم الشافعي وأبو حنيفة وأصحابه وابن المبارك والنضر بن شميل واختاره الطبرى وابن العربي وغيرهما، واحتجوا بقوله - صلى الله عليه وسلم -: "زينوا أصواتكم بالقرآن" وبقوله - صلى الله عليه وسلم -: "ليس منا من لم يتغن بالقرآن" أخرجه مسلم وبقول أبي موسى للنبي - صلى الله عليه وسلم -: لو علمت أنك تستمع لقراءتي لحبرته لك تحبيرا، وبما رواه عبد الله بن المغفل قال: قرأ النبي - صلى الله عليه وسلم - عام الفتح في مسير له سورة الفتح على راحلته فرجع في قراءته، قال الإمام القرطبي: والقول الأول أصح إن شاء الله، وبيان ما روي عن زياد النميري أنه جاء مع القراء إلى أنس بن مالك فقيل له: اقرأ فرفع صوته وطرب وكان رفيع الصوت فكشف أنس عن وجهه وكان على وجهه خرقة سوداء فقال: ما هذا ما هكذا يفعلون وكان - رضي الله عنه - إذا رأى شيئا ينكره كشف الخرقة عن وجهه (١)، أ. هـ، وتقدم الكلام على ذلك أيضا واختلاف العلماء في ذاك مبسوطا.

٢٢٣٥ - وَرُوِيَ عَن جَابر - رضي الله عنه - قَالَ قَالَ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - إِن من أحسن النَّاس صَوتا بِالْقُرْآنِ الَّذِي إِذا سمعتموه يقْرَأ حسبتموه يخْشَى الله رَوَاهُ ابْن مَاجَه أَيْضا (٢).


(١) التذكار (ص ١٢١ - ١٢٢).
(٢) ابن ماجه (١٣٣٩)، قال البوصيري في الزوائد (١/ ٤٣٦)، هذا إسناد ضعيف لضعف إبراهيم بن إسماعيل عبد الله بن جعفر، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٢٢٠٢).