للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أبو سعيد هذا: أنصاري واسمه رافع بن أوس بن المعلى، وقيل: الحارث بن أوس المعلى ورجحه ابن عبد البر وكان من جلة الأنصار وساداتهم، توفي سنة أربع وتسعين وهو أول من صلى إلى القباء حين حولت وليس له في الصحيح سوى هذا الحديث وروى له النسائي حديثا آخر من حديث رواية عبيد بن حنين عنه، وقال أبو عمر بن عبد البر: لا يعرف في الصحابة إلا بحديثين فذكرهما قاله صاحب سلاح المؤمن (١).

قوله: كنت أصلي بالمسجد فدعاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم أجبه ثم أتيته فقلت يا رسول الله: إني كنت أصلي، فقال: "ألم يقل الله تعالى: {اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} (٢) " الحديث، أجمعت الأمة على بطلان الصلاة بالكلام العمد الذي يصلح لخطاب الآدميين من غير عذر إذا لم يكن من مصلحة الصلاة لما روى مسلم عن زيد بن أرقم قال: كنا نتكلم في الصلاة حتى نزلت: {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} (٣) فأمرنا بالسكوت ونهينا عن الكلام (٤)، ثم الكلام المبطل هو المسموع [المهجى] وهو حرفان أو حرف مفهم فإذا نطق بحرفين بطلت صلاته سواء أفهما معنى أم لا، والحرف


(١) سلاح المؤمن (ص ٨٣).
(٢) سورة الأنفال، الآية: ٢٤.
(٣) سورة البقرة، الآية: ٢٣٨.
(٤) النجم الوهاج (٢/ ٢١٦).
والحديث أخرجه مسلم (٣٥ - ٥٣٩).