سورة الحشر وسورة الإخلاص من الدلالات على وحدانية الله وصفاته ليس موجودًا في [تبت يدا أبي لهب][وما كان] مثلها وهذا هو الحق، وقال بذلك إسحاق بن راهويه وغيره من العلماء والمتكلمين [وهو اختيار القاضي أبي بكر بن العربي وابن الحصار لحديث أبي سعيد بن المعلى خرجه البخاري. قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم أجبه، فقلت يا رسول الله إني كنت أصلي فقال:"ألم يقل الله استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم" ثم قال: "لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن قبل أن تخرج من المسجد" ثم أخذ بيدي فلما أراد أن يخرج قلت له: ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن؟ قال:"الحمد لله رب العالمين وهي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته" وحديث أبي بن كعب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما أنزل الله في التوراة ولا في الإنجيل مثل أم القرآن وهي السبع المثاني وهي مقسومة بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل"(١)، والله أعلم.
قوله: قال بلى، فتلا {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٢)}، في معنى الرب أربعة أقوال حكاها الماوردي وغيره، المالك والسيد والمدبر والمربي الأولان من صفات الذات والأخيران من صفات الأفعال، فإن وصف الله تعالى برب لأنه مالك أو سيد فهو من صفات الذات، وإن وصف به لأنه مدبر خلقه ومربيهم فهو من صفات فعله، ومتى دخلت الألف واللام فقيل الرب اختص بالله تعالى، وان حذفتا جاز إطلاقه على غيره فقيل: رب المال ورب الدار ونحو ذلك والعالمين