للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والتسوية بينهما حتى لا يزيد أحدهما على الآخر، ثم التنصيف لا يلزم منه التساوي كما سمي الوضوء شطر الإيمان والفرائض نصف العلم، ويؤيده أن النصف باعتبار الحروف والكلمات غير معتبرة، وقال الإمام شهاب الدين التوربشتي (١): الأظهر أن التنصيف ينصرف إلى آيات السورة لأن الفاتحة سبع آيات فثلاث منها ثناء وثلاث منها مسألة والآية المتوسطة بين آيات الثناء وآيات المسألة نصفها ثناء ونصفها دعاء، وهذا التأويل إنما يستقيم على مذهب من لم يجعل التسمية آية من الفاتحة وهو بين واضح والحديث يحكم على من خالفه، وروي أبو عبد الله الحاكم في صحيحه هذا الحديث بإسناده عن أبي هريرة وذكر فيه: "فإذا قال العبد بسم الله الرحمن الرحيم قال الله: ذكرني عبدي" وهذا يؤيد مذهب من جعل التسمية من الفاتحة، وأجاب من جعل البسملة آية من الفاتحة بأجوبة: أحدها: أن التنصيف عائد إلى جملة الصلاة لا إلى الفاتحة هذا حقيقة اللفظ، والثاني: أن التنصيف عائد إلى ما يختص بالفاتحة من الآيات الكاملة، والثالث: معناه فإذا انتهى العبد في قراءته إلى الحمد لله رب العالمين، والله أعلم.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "فإذا قال العبد {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٢) قال الله: حمدني عبدي، فإذا قال: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (٣) قال: أثنى عليّ عبدي" لم يذكر البسملة فاحتج بهذا الحديث من لا يرى البسملة منها، فقال: لو كانت


(١) الميسر (١/ ٢٣٩).