للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

منها لذكرها (١).

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "فإذا قال: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (٤) قال: مجدني عبدي"؛ اعلم أن قوله: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (٤)} أن الله تعالى منفرد بالملك ذلك اليوم [وبجزاء] العباد وبحاسبهم، والدين الحساب، وقيل: الجزاء ولا دعوى لأحد ذلك اليوم ولا حقيقة ولا مجازا، وأما في الدنيا فلبعض العباد ذلك مجازي، ويدعى بعضهم دعوى باطلة وكل هذا منقطع في ذلك اليوم هذا معناه وإلا فالله سبحانه وتعالى هو المالك، والمالك على الحقيقة في الدارين وما فيهما ومن فيهما وكل من سواه مربوب له عبد مسخر، ثم في هذا الاعتراف من التعظيم والتمجيد وتفويض الأمر ما لا يخفى (٢).

قوله: "مجدني عبدي"، ومعنى "مجدني" شرفني وعظمني ونزهني عما لا ينبغي (٣).

قوله: "وإذا قال: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (٥) قال: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل" معناه أن عبدي توجه إليّ بالعبادة وسألني العون


(١) شرح النووي على مسلم (٤/ ١٠٣) وذكر النووي جوابا على ذلك فقال: وأجاب أصحابنا وغيرهم ممن يقول إن البسملة آية من الفاتحة بأجوبة أحدها أن التنصيف عائد إلى جملة الصلاة لا إلى الفاتحة هذا حقيقة اللفظ والثاني أن التنصيف عائد إلى ما يختص بالفاتحة من الآيات الكاملة والثالث معناه فإذا انتهى العبد في قراءته إلى الحمد لله رب العالمين.
(٢) شرح النووي على مسلم (٤/ ١٠٤).
(٣) النهاية (٤/ ٢٩٨).