للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عليها فعبادته متقبلة، والعون مني له عليها حتى يوقعها على وجهها، فالعبادة وصف العبد والعون من الله تعالى للعبد، فلذلك قال: "هذا بيني وبين عبدي" (١).

قوله: "فإذا قال: {اهْدِنَا} " هو سؤال رغبة من العبد لربه تعالى في الهداية، وقد أمر الله تعالى كل مكلف أن يسأله الهداية إلى الصراط المستقيم، وهذا السؤال ينقسم إلى ثلاثة أقسام: أحدها: أن يكون السؤال واقعا لمن ليس بمهتد بعد فيأمرهم بسؤال الهداية إلى الصراط المستقيم الذي هو الإيمان كما أمرهم بالتوحيد فإنه لا خلاف أن الكفار مخاطبون بالإيمان؛ والسؤال الثاني: أن يكون هذا السؤال واقعا من المؤمنين الذين هم مهتدون ولكون معنى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (٦)} أي: ثبتنا عليه فإن الله تعالى قد يهب الهداية العبد ما شاء من عمره ثم يسلبها منه إذا شاء [ينبغي أن يدعى هنا بقوله تعالى: {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (٨)} (٢) والسؤال الثالث: أن يكون هذا السؤال أيضًا من الأنبياء المهتدين المعصومين من وقوع الضلال بهم أبدًا، ويكون معنى {اهْدِنَا} أي: زدنا هدى فإن هدى الله تعالى لا نهاية له، فالسؤال الأول الهداية ممن ليس بمهتد هو سؤال دخول فيها كما يقول القائل للواقف امش أي تلبس بالمشي، والسؤال الثاني الذي هو


(١) قاله الاقليشى كما في تفسير ابن عجيبة (١/ ٦٠).
(٢) سورة آل عمران، الآية: ٨.