للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

طلب الاستدامة هو كقولك للماشي امش أي تماد على مشيك، والسؤال الثالث الذي طلب استزادة هو كقولنا للماشي امش أي زد في المشي وحث سيرك وهدايته تعالى لا نهاية لها {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى} (١) {وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى} (٢).

قوله: {الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} والصراط هو الطريق وأما الصراط المستقيم فقد ذكر الزجاج بسنده عن علي بن أبي طالب قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "الصراط المستقيم كتاب الله تعالى"، وعن ابن مسعود مثله؛ وعن النبي - صلى الله عليه وسلم - هو الإسلام، وقاله جماعة من الصحابة، واختار الطبري القول والعمل الموافق للحق وهذا شامل لأن الصراط المستقيم هو صراط الله الذي دعا إليه عباده وهو امتثال أوامره واجتناب نواهيه والله أعلم.

فائدة تتعلق بالفاتحة: قال صاحب الهدى: وكانت قراءته - صلى الله عليه وسلم - مدًا يقف عند كل آية ويمد بها صوته، روينا في كتاب الشمائل للترمذي عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ الحمد لله رب العالمين ثم يقف ثم يقول الرحمن الرحيم يمد بها صوته (٣) ثم يقرأ قراءة مفسرة يقف عند كل آية ويمد بها


(١) سورة محمد، الآية: ١٧.
(٢) سورة مريم، الآية: ٧٦.
(٣) أخرجه أبو داود (٤٠٠١)، والترمذي في السنن (٢٩٢٧) والشمائل (٣١٥) و (٣١٧) عن أم سلمة. وصححه الألباني في الإرواء (٣٤٣)، المشكاة (٢٢٠٥)، صفة الصلاة، مختصر الشمائل (٢٧٠).