للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

في العبودية واختلفت أحوالهم في علوم المعارف لا يتعدون عن الأقسام الثلاثة التي وقع عليها التنصيص في كتاب الله تعالى {فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ} (١) وهم المفتونون الذين خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا والأبرار والمقربون وإدخال (أو) في (غيايتان) و (فرقان) إنما كان] [الوجه الأيمن في هذه اللوحة ممسوح]. [الوجه الأيسر] للتقسيم لا للتردد عن الرواة لاتساق الروايات فيه على منوال واحد (٢)، وعلى هذا يحتمل أنه ضرب الأول لأدناهم منزلة وهو أدناهم منزلة وهو أن يقرأهما ولا يعرف معناهما، والثاني: لمن وفق للجمع بين تلاوة اللفظ ودراية المعنى والثالث لمن ضم إليهما تعليم المستفيدين وإرشاد الطالبين وبيان حقائقهما ولطائفهما حتى صاروا من حضيض الجهالة إلى درج العرفان واليقين ولا جرم يمثل له يوم القيامة مساعيه طيورا صواف يحرسونه ويحاجون عنه بالدلالة على سعيه في الدين (٣)، ثم إن الضرب الثاني أرفع وأنفع من الأول والثالث أفضل وأكمل من الثاني لأن قوله فرقان من طير يدل على أن أصحابهما قد بلغ منزلة لم يبلغها غيره، ثم تظليل الطير إياه من عجائب الأمور لأن تظليل الغمام قد كان لكثير من عباد الله تعالى فضلا عن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وأما تظليل الطير بتصفيف أجنحتها فإنه


(١) سورة فاطر، الآية: ٣٢.
(٢) الميسر (٢/ ٤٩٢ - ٤٩٣).
(٣) تحفة الأبرار (١/ ٥٢٣ - ٥٢٤).