للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الجماعة من الطير والناس (١) وقيل للجماعة حزقة، لانضمام بعضهم إلى بعض (٢).

وقوله: صواف جمع صافة يقول صففت القوم إذا أقمتهم في الحرب على خط مستو، وصفت الإبل قوائمها فهي صافة وصواف قال الله تعالى: {فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ} (٣) أي قائمات. وقد صففن أيديهن وأرجلهن. وطير صواف: يصففن أجنحتهن في الهواء ومنه قوله سبحانه {وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ} (٤) (٥).

وفيه (تحاجان عن صاحبهما) الأصل في المحاجة أن يطلب كل واحد من المتخاصمين أن يرد صاحبه عن حجته ومحجته وأريد ها هنا مدافعة السورتين عن صاحبهما والذب عنه. وذلك داخل في المعنى المراد من المثل المضروب؛ لأنه إنما ضرب مثل السورتين مرة بغمامتين وكرة بغيايتين وتارة بفرقين من طير لينبه على أنهما يظللان صاحبهما عن حر الموقف وكرب يوم القيامة، وإنما بنى الأمر في بيان المراد على الأنواع الثلاثة ترتيبا لطبقات أهل الإيمان وتمييزا بين درجاتهم، فإن العباد وإن تباعدت منازلهم


(١) كشف المشكل (٤/ ٢٠١ - ٢٠٢).
(٢) النهاية (١/ ٣٧٨).
(٣) سورة الحج، الآية: ٣٥.
(٤) سورة النور، الآية: ٤١.
(٥) الميسر (٢/ ٤٩٢).