للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

المضارب [وهذان الرجلان من المخضرمين، لأن من يكون في زمن عمر - رضي الله عنه - يخوف أميره بعمر دون أخواله لا بد أن يكون أدرك العصر النبوي].

[قوله: فقالا والله لتخرجن مما قلت أو لنأتين عمر مأذونا لنا أو غير مأذون، عمر هو عمر بن الخطاب أمير المؤمنين (١)].

قوله: فقال: بل أخرج مما قلت أي عن الشرك أنه أخفى من دبيب النمل خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم فقال: "يأيها الناس اتقوا هذا الشرك فإنه أخفى من دبيب النمل" الحديث، قال الحربي: هذا شرك رياء وهو أن يعمل عملا يرائي به غير الله تعالى فكأنه أشرك فيه غير الله تعالى وقد قال الله تعالى: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} (٢) الآية، قال سعيد بن جبير: لا يرائي، وقال الكرماني رحمه الله تعالى (٣): فإن قلت ورد الشرك أخفى فيكم من دبيب النمل وهو يدل على أنه قد يخرج من الإيمان إلى الكفر وهو لا يشعر قلت: الرياء قسمان ما في عقد الإيمان وهو الشرك الأكبر وهو كفر بين وما في الأعمال وعقد الإيمان سالم وهو الأصغر، وهذا هو المراد هنا بقرينة "فيكم" كما ستأتى هذه اللفظة في حديث معقل بن يسار.

قوله: فقال له من شاء الله أن يقول وكيف تتقيه وهو أخفى من دبيب النمل


(١) زيادة في المخطوطة المغربية.
(٢) سورة الكهف، الآية: ١١٠.
(٣) الكواكب الدرارى (١/ ١٨٨).