للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وهذا هي اللغة الفصحى ويجوز فتح الجيم في لغة قليلة وفي رواية "إن الله عز وجل جزأ القرآن ثلاثة أجزاء فجعل {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} جزءا من أجزاء القرآن" الجزء هو النصيب من الشيء ثم إن القرآن على ثلاثة أجزاء الجزء الأول ما كان فيه من ذكر الله تعالى وصفاته والثناء عليه بما هو أهله والتمجيد والتوحيد ونحو ذلك والجزء الثاني ما كان فيه من ذكر النبوة وما جاءت به الأنبياء من الأمر والنهي والوعد والوعيد والبشارة والنذارة ونحو ذلك والجزء الثالث ما كان فيه من التذكير والوعظ والنظر والاعتبار والقصص ونصب الدلائل والشواهد وضرب الأمثال وغير ذلك وسورة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} مشتملة على ما اشتمل عليه الجزء الأول فلذلك جعلت ثلثه.

وقال القاضي: قال المازري قيل معناه على ثلاثة أنحاء قصص وأحكام وصفات للّه تعالى و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} متمحضة للصفات فهي ثلث وجزء من ثلاثة أجزاء وقيل معناه أن ثواب قراءتها تضاعف بقدر قراءة ثلث القرآن بغير تضعيف (١)، وقال في النهاية (٢): جعلها ثلث القرآن لأن القرآن العزيز لا يتجاوز ثلاثة أقسام، وهي: الإرشاد إلى معرفة ذات الله تعالى وتقديسه، أو معرفة صفاته وأسمائه، أو معرفة أفعاله وسنته في عباده. ولما اشتملت سورة الإخلاص على أحد هذه الأقسام الثلاثة، وهو التقديس، وازنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بثلث القرآن.


(١) انظر: المعلم (١/ ٤٦٢)، وإكمال المعلم (٣/ ١٧٩ - ١٨٠)، وشرح النووي على مسلم (٦/ ٩٤ - ٩٥).
(٢) النهاية في غريب الحديث والأثر (١/ ٢١٩).