للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ما يتوقع مني والمراد هو الحث على تغلب الرجاء على الخوف وحسن الظن باللّه كما قال - صلى الله عليه وسلم - "لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن باللّه تعالى" والمعنى أن عند يقينه بي في الاعتماد عليه والاستيثاق بوعده والرهبة من وعيدة والرغبة فيمتا عنده وعلمه بأن مصيره إلى وحسابه علي وأن ما قضيته له من خير وشر فلا مرد له لا معطي لما منعت ولا مانع لما أعطيت أي إذا تمكن العبد في مقام التوحيد ورسخ في الإيمان والوثوق بالله تعالى قرب منه ورفع دونه الحجاب بحيث إذا دعاه أجاب وإذا سأله استجاب اهـ. ذكره البيضاوي في شرح المصابيح (١).

وقال القاضي عياض رحمه الله (٢): قوله "أنا عند ظن عبدي بي" الحديث قيل معناه بالغفران إذا استغفر والقبول إذا تاب والإجابة إذا دعا والكفاية إذا طلب الكفاية وقيل المراد به الرجاء وتأميل العفو وهذا أصح. انتهى.

فائدة: سئل نصير عن معنى هذا الحديث قال إذا أحسن الظن بالله تعالى أنه غفور رحيم فإن الله لا يخلف ظنه قال الفقيه السمرقندي هذا إذا كانت أفعاله موافقة لظنه وأما إذا كان مصرا على الذنوب ولا يتوب فهو متمني وقد قال الله تعالى: {أَمْ لِلْإِنْسَانِ مَا تَمَنَّى} (٣) (٤) اهـ.


(١) تحفة الأبرار (٢/ ١٣ - ١٤).
(٢) إكمال المعلم بفوائد مسلم (٨/ ١٧٢).
(٣) سورة النجم، الآية: ٢٤.
(٤) فتاوى النوازل (لوحة ٢٦٥/ خ ٢٤١٤).