للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله - صلى الله عليه وسلم -: قال الله تعالى وأنا معه إذا ذكرني، قال القاضي عياض (١) وأنا معه إذا ذكرني أي معه بالرحمة والتوفيق والرعاية والهداية والإعانة وأما قوله تعالى {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} (٢) فمعناه بالعلم والإحاطة.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: قال الله تعالى: فإن ذكرني في نفسه" أي سرا وخفية إخلاصا وتجنبا من الرياء (٣).

"ذكرته في نفسي" أسر قبوله على منوال عمله وأتولى بنفسي إثابته لا أكله إلى أحد من خلق كذا قاله البيضاوي (٤).

قوله - صلى الله عليه وسلم - قال الله تعالى: وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا" هذا الحديث من أحاديث الصفات ويستحيل إرادة ظاهره قال في النهاية (٥): المراد بقرب العبد من الله تعالى القرب بالذكر والعمل الصالح، لا قرب الذات والمكان؛ لأن ذلك من صفات الأجسام. والله يتعالى عن ذلك ويتقدس والمراد بقرب الله من العبد قرب نعمه وألطافه منه، وبره وإحسانه إليه، وترادف مننه عنده، وفيض مواهبه عليه.

وقال الخطابي رحمه الله (٦): هذا مثل ومعناه حسن القبول ومضاعفة


(١) إكمال المعلم بفوائد مسلم (٨/ ١٧٢).
(٢) سورة الحديد، الآية: ٤.
(٣) تحفة الأبرار (٢/ ١٤).
(٤) تحفة الأبرار (٢/ ١٤).
(٥) النهاية في غريب الحديث والأثر (٤/ ٣٢).
(٦) معالم السنن (٣/ ٣٠٥)، أعلام الحديث (٤/ ٢٣٥٨).