للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

التابعين، توفى سنة خمس وسبعين، وقيل: توفي في زمن ابن الزبير (١).

قوله: (وعظنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - موعظة) الحديث، الموعظة: الموعظة ما يوعظ به والوعظ والموعظة معناهما التخويف (٢)، وفي رواية الإمام أحمد وأبي داود والترمذي موعظة بليغة وفي روايتهم: أن ذلك كان بعد صلاة الصبح، وفيه: إشارة إلى أنه يستحسن تحري ذلك الوقت للوعظ لحدة الذهن وصفاء الخاطر حينئذ ففيه استحباب عظة الرجل أصحابه لينفعهم في دينهم ودنياهم، وفيه أيضا استحباب الإبلاغ في الموعظة لترقيق القلوب فيكون أسرع إلى الإجابة (٣) انتهى.

وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - كثيرا ما يعظ أصحابه في غير الخطب الدائمة كخطب الجمع والأعياد وقد أمر الله بذلك في كتابه العزيز، فقال: {وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا} (٤) وقال الله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} (٥) ولكنه لا يديم وعظهم بل يتخولهم به أحيانا قاله ابن رجب الحنبلي (٦).

قوله: (وجلت منها القلوب) أي خافت والوجل الخوف والفزع وهو من


(١) تهذيب الأسماء واللغات (١/ ٣٣٠ الترجمة ٤٠٢).
(٢) قاله النووي في شرح الأربعين (ص ٨١).
(٣) التعيين في شرح الأربعين (ص ٢١٣ - ٢١٤).
(٤) سورة النساء، الآية: ٦٣.
(٥) سورة النحل، الآية: ١٢٥.
(٦) جامع العلوم والحكم (ص ٢١٣ - ٢١٤).