للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

باب ضرب، قال أبو بكر الآجري ولم يقل: صرخنا من موعظته ولا زعقنا ولا طرقنا رؤوسنا ولا ضربنا على صدورنا ولا رقصنا ولا قمنا كما يفعل في زماننا هذا كثير من الجهال الذين يتلاعب بهم الشيطان، وهذه أحوال العلماء يبكون ولا يصعقون ويسكتون ولا يصيحون ويتحازنون ولا يتماوتون انتهى بدليل أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أصدق الناس لهجة وأنصحهم لأمته وأصحابه رضي الله عنهم أرق قلوبًا ولو كان محمودا لكانوا أولى الناس به فلو كان هذا جائزًا صحيحا مشروعًا لكانوا يفعلونه بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم - ولكن منكر باطل (١).

[فائدة في تلبيس إبليس لابن الجوزي] قال أبو الفرج بن الجوزي: اعلم وفقك الله أن قلوب الصحابة كانت أصفى القلوب وما كانوا يزيدون عند الوجد على البكاء والخشوع فجرى من بعض غربائهم نحو ما أنكرنا فبالغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الإنكار عليه فأخبرنا محمد بن ناصر الحافظ فذكره إلى أن قال عن ثابت عن أنس قال: وعظنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومًا فإذا رجل قد صعق فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من ذا الملبس علينا ديننا إن كان صادقا قد شهر نفسه وإن كان كاذبا فمحقه الله" (٢) قال ابن شاهين: وحدثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث فذكره إلى أن قال عن أنس بن مالك قال: ذكر عنده هؤلاء الذين


(١) الأربعون (ص ٩٧ - ٩٨).
(٢) أخرجه الضراب في ذم الرياء (١٣٨)، وابن الجوزى في القصاص (٢١٦) وتلبيس إبليس (ص ٢٢٤ - ٢٢٥)، وابن لال كما في الزيادات على الموضوعات (٢/ ٧١٠). قال الذهبى في الميزان (١/ ١٤٣): وهذا باطل، ذكره ابن طاهر.