للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٢٣٠٣ - وَعَن أبي مُوسَى - رضي الله عنه - قَالَ قَالَ النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - مثل الَّذِي يذكر ربه وَالَّذِي لا يذكر الله مثل الْحَيّ وَالْمَيِّت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم إِلَّا أَنه قَالَ مثل الْبَيْت الَّذِي يذكر الله فِيهِ (١).

قوله: وعن أبي موسى - رضي الله عنه -، تقدم ذكره.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر الله مثل الحي والميت" ورواه مسلم ولفظه: "مثل البيت الذي يذكر الله فيه" الحديث، فجعل الذاكر بمنزلة الحي والغافل بمنزلة الميت وهو القبر فتضمن اللفظان أن القلب الذاكر كالحي في بيوت الأحياء والغافل كالميت في بيوت الموتى ولا ريب أن أبدان الغافلين في قبور لقلوبهم وقلوبهم فيها كالأموات في القبور كما قيل:

فَنِسْيَانُ ذِكْرِ اللهِ مَوْتُ قُلُوبِهِمْ ... وَأَجْسَامُهُمْ قَبْلَ الْقُبُورِ قُبُورُ

وَأَرْوَاحُهُمْ فِي وَحْشَةٍ مِنْ جُسُومِهِمْ ... وَلَيْسَ لَهُمْ حَتَّى النُّشُورِ نُشُورُ

وكما قيل:

فَنِسْيَانُ ذِكْرِ اللهِ مَوْتُ قُلُوبِهِمْ ... وَأَجْسَامُهُمْ فَهْيَ الْقُبُورُ الدَّوَارِسُ

وَأَرْوَاحُهُمْ فِي وَحْشَةٍ مِنْ حَبِيبِهِمْ ... وَلَكِنَّهَا عِنْدَ الْخَبِيثِ أَوَانِسُ (٢)

في هذا الحديث الندب إلى ذكر الله تعالى في البيت وأنه لا يخلو منه الذكر وفيه جواز التمثيل وفيه أن طول العمر في الطاعة وإن كان الميت ينتقل إلى خير لأن الحي يستلحق به ويزيد عليه بما يفعله من الطاعات (٣)، وقال


(١) البخاري (٦٤٠٧)، ومسلم (٧٧٩).
(٢) مدارج السالكين (٢/ ٤٠٢).
(٣) شرح النووي على مسلم (٦/ ٦٨).