للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله "قالوا وما المفردون يا رسول الله قال الذاكرون الله كثيرا" اعلم أن العلماء اختلفوا في قول الله عز وجل: {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ} (١) إلى آخر الآية، وأن هذه الآية الكريمة مما ينبغي أن يهتم بمعرفتها فقال الإمام أبو الحسن الواحدي (٢): قال ابن عباس المراد يذكرون الله في أدبار الصلوات وغدوا وعشيا وفي المضاجع وكلما استيقظ من نومه وكلما غدا أو راح من منزله ذكر الله تعالى وقال مجاهد لا يكون من الذاكرين الله كثيرا حتى يذكر الله تعالى قائما وقاعدا ومضطجعا وقال عطاء من صلى الصلوات الخمس بحقوقها فهو داخل في قول الله تعالى: {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ} (٣) نقله الواحدي (٤) وقد جاء في حديث أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أيقظ الرجل أهله من الليل فصليا أو صلى ركعتين جميعا كتب من الذاكرين الله كثيرًا والذاكرات" هذا حديث مشهور رواه أبو داود والنسائي وغيرهما وسئل الإمام الشيخ أبو عمرو بن الصلاح عن القدر الذي يصير به من الذاكرين الله كثيرًا فقال إذا واظب على الأذكار المأثورة المثبتة صباحا ومساء وفي الأوقات والأحوال المختلفة ليلا ونهارا وهي مبينة في كتاب عمل اليوم والليلة كان من الذاكرين الله كثيرا (٥) والله أعلم انتهى.


(١) سورة الأحزاب، الآية: ٣٥.
(٢) التفسير البسيط (١٨/ ٢٤٨).
(٣) سورة الأحزاب، الآية: ٣٥.
(٤) المرجع السابق.
(٥) الأذكار للنووي (ص: ١٠).