للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قاله جار الله (١).

قوله "فيحفونهم بأجنحتهم" الحديث، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - "فتحف الملائكة أهل الذكر" بمعني يحدقون بهم أي يطوفون حولهم ويستديرون بهم ويحف بعضهم بعضا وفي الحديث الآخر "إلا حفتهم الملائكة" والحفة الكرامة التامة (٢).

قوله - صلى الله عليه وسلم - "فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم ما يقول عبادي" و (ما) في "ما يقول عبادي" للاستفهام بمعنى التقرير.

فإن قلت: ما وجه السؤال وهو أعلم به؟ قلت: فيه فوائد من جملتها الإظهار على الملائكة أن في بني آدم من المسبحين والمقدسين وفيه شرف أصحاب الأذكار وأهل التصرف الذين يلازمونها ويواظبون عليها وكثرة أعداد الملائكة وشهادتهم على بين آدم بالخيرات، وفيه مع شرف أصحاب الأذكار استلال لما سبق منهم من قولهم: {قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ} (٣)، وفيه إثبات الجنة والنار، وفيه: أن النصيحة لها تأثير عذظيم وأن جلساء السعداء سعداء والتحريض على صحبة أهل الخير (٤) والله أعلم.


(١) الكشاف (٢/ ٧٧).
(٢) إكمال المعلم (٨/ ١٨٨ - ١٨٩)، والمشارق (١/ ١٩٣).
(٣) سورة البقرة، الآية: ٣٠.
(٤) الكواكب الدرار (٢٢/ ١٨٧ - ١٨٨).