للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

متذللا متخشعا بسكينة ووقار مطرقا رأسه ولو ذكر على غير هذه الأحوال جاز ولا كراهة في حقه لكن أن كان بغير عذر كان تاركا الأفضل، والدليل على عدم الكراهة قوله عز وجل {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (١٩٠)} (١) الآية، وثبت عن عائشة قالت: كان رسول الله يتكيء في حجري وأنا حائض فيقرأ القرآن رواه البخاري ومسلم (٢)، وفي رواية: "ورأسه في حجري" (٣) وجاء عن عائشة أنها قالت: إني لأقرأ حزبي وأنا مضطجعة على السرير (٤) والمراد من الذكر حضور القلب فينبغي أن يكون هو مقصود الذاكر فيحرص على تحصيله ويتدبر ما يذكر وتعقل معناه فالتدبر في الذكر مطلوب كما هو مطلوب في القراءة لاشتراكهما في المعنى المقصود، وينبغي لمن كان له وظيفة من الذكر في وقت من ليل أو نهار أو عقب صلاة أو حالة من الأحوال ففاتته أن يتداركهما ويأتي بها إذا تمكن منها ولا يهملها فإنه إذا اعتاد الملازمة عليها لم يعرضها للتفويت وإذا تساهل في قضائها يسهل عليه تضييعها في وقتها (٥) والله أعلم.


(١) سورة آل عمران، الآية: ١٩٠.
(٢) أخرجه البخاري (٢٩٧)، ومسلم (١٥ - ٣٠١).
(٣) أخرجه البخاري (٧٥٤٩).
(٤) الأذكار (ص ١٢). وخبر عائشة: أخرجه ابن أبي شيبة (٨٥٧١) و (٣٠١٨٢)، والفريابي في فضائل القرآن (١٥٤).
(٥) الأذكار (ص ١٢ - ١٣).