للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أصحابه كأنما على رؤوسهم الطير مع الوقار فينبغي للسلطان ونوابه أن يمنعوهم من الحضور في المساجد وغيرها ولا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يحضر معهم ولا يعينهم على باطلهم هذا مذهب مالك والشافعي وأبي حنيفة وأحمد وغيرهم من أئمة المسلمين والله أعلم بالصواب (١).

قوله: وذرفت منها العيون، بالذال المعجمة والراء المهملة المفتوحتين قال الجوهري (٢): يقال ذرفت عينه إذا سال منها الدمع وهو من باب ضرب، وهذان الوصفان الدال عليهما وهما وجلت وذرفت بهما مدح الله المؤمنين عند سماع الذكر كما قال الله عز وجل: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ} (٣)، وقال تعالى: {وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ} (٤) الآية، وقال تعالى: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ} (٥) والآيات في ذلك كثيرة، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا خطب وذكر الساعة اشتد غضبه وعلا صوته واحمرت عيناه كأنه منذر جيش (٦) وسيأتي الكلام على هذا الحديث قريبا في محله والله أعلم.


(١) تفسير القرطبي (١١/ ٢٣٧ - ٢٣٨).
(٢) الصحاح (٤/ ١٣٦١).
(٣) سورة الأنفال، الآية: ٢.
(٤) سورة الحج، الآية: ٣٧.
(٥) سورة الحج، الآية: ١٦.
(٦) جامع العلوم والحكم (٢/ ٧٦٢).
والحديث أخرجه مسلم (٤٣ و ٤٤ - ٨٦٧) عن جابر.