للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الذي يدخل الجنة على ما كان منه من العمل أنه إدخال ليس قبله تعذيب بالنار أو لا يدخل النار بالتعذيب ويدل على هذا الرواية الثانية في صحيح مسلم "من شهد أنه لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله حرم الله عليه النار" وفيه دليل أيضا على أن المؤمن لا يخرج من الإيمان بارتكاب شيء من الكبائر إذا لم يعتقد إباحتها (١) اهـ، ويؤيده أيضا حديث معاذ ويأتي بعد هذا الحديث وفي آخره "ما من عبد يشهد أنه لا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله صدقا من قلبه إلا حرمه الله على النار" فهذا الحديث مصرح بعدم التعذيب بالنار اهـ.

وقال في شرح مشارق الأنوار: هذا حديث دليل على المعتزلة في مقامين:

أحدهما: أن العصاة من أهل القبلة لا تخلد في النار لعموم قوله - صلى الله عليه وسلم - "من شهد أن لا إله إلا الله ... الحديث" ولثبوت قوله عليه السلام "أخرجوا من النار من في قلبه مثقال حبة من إيمان" (٢).

وثانيهما: أنه تعالى يعفو عن السيئات قبل التوبة واستيفاء العقوبة لقوله - صلى الله عليه وسلم - "على ما كان من العمل" لأنه حال من الضمير الكائن في أدخله (٣).

٢٣٤٤ - وَعَن أنس - رضي الله عنه -: أَن النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - ومعاذ رديفه على الرحل قَالَ يَا معَاذ بن جبل قَالَ لبيْك يَا رَسُول الله وَسَعْديك ثَلَاثًا قَالَ مَا من أحد يشْهد أَن لا إِلَه


(١) شرح السنة (١/ ١٠٣).
(٢) أخرجه البخاري (٦٥٦٠)، ومسلم (٣٠٤ - ١٨٤).
(٣) تحفة الأبرار (١/ ٦٤ - ٦٥)، وشرح المشكاة (٢/ ٤٨٠).