للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

مسلم واستولى بالقهر نفذت أحكامه ووجبت طاعته ولم شق العصا عليه والله أعلم (١).

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا ... " الحديث، الظاهر أن هذا بوحي أوحي إليه بأنه - صلى الله عليه وسلم - كُشِفَ له عما يكون إلى أن يدخل أهل الجنة والنار منازلهم كما صح في حديث أبي سعيد وغيره ويحتمل أنه بنظر واستدلال فإن اختلاف المقاصد والشهوات سبب لإختلاف الآراء والمقامات ويجوز أن يكون بقياس أمته بعده على أمم الأنبياء السابقين بعدهم بدليل قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لم تكن نبوة إلا كان بعدها اختلاف" (٢) أو كما قال، قاله الطوفي (٣).

وقال ابن رجب (٤): فهذا إخبارٌ منه - صلى الله عليه وسلم - بما وقع بعده من كثرة الإختلاف في أصول الدين وفروعه في الأقوال والأفعال والاعتقادات وهذا موافق لما روي عنه - صلى الله عليه وسلم - من افتراق أمته على بضع وسبعين فرقة وأنها كلها في النار إلا فرقة واحدة وهي من كان ما هو عليه وأصحابه رضي الله عنهم ولذلك أمر


(١) شرح النووي على مسلم (٩/ ٤٧).
(٢) لم أجده بهذا اللفظ ولكن ورد بلفظ: قاربوا وسددوا، فإنها لم تكن نبوة قط إلا كان بين يديها جاهلية. أخرجه أحمد ٤/ ٤٣٢ (١٩٨٨٤) و ٤/ ٤٣٥ (١٩٩٠١) و (١٩٩٠٢)، والترمذى (٣١٦٨) و (٣١٦٩)، والطبراني في الكبير (١٨/ ١٥١ رقم ٣٢٨) عن عمران بن حصين. قال الترمذى: هذا حديث حسن صحيح. وضعفه الألباني في ضعيف الترمذى (٦١٨).
(٣) التعيين (ص ٢١٥).
(٤) جامع العلوم والحكم (٢/ ٧٧٢ - ٧٧٣)، ومختصر أبي داود (٧/ ١٢)، وشرح الأربعين (ص ٨١).