للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

تكون من جهة إمام قرشي ويشهد لذلك قوله: الأئمة من قريش أبرارها وفجارها أمراء، ولكل حق فآتوا كل ذي حق حقه وإن أمّرت عليكم قريش عبدًا حبشيًا مجدعًا فاسمعوا له وأطيعوا ... " (١) إسناده جيد ولكنه روي عن علي - رضي الله عنه - مَوقوفًا، وقال الدارقطني هو أشبه (٢) وقد قيل إن العبد الحبشي إنما ذكر على وجه المثل وإن لم يصح وقوعه قال أبو سليمان الخطابي (٣): ضرب المثل عند المبالغة بما لا يكاد يصح في الموجود وكما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من بنى مسجدًا ولو كمفحص قطاء لبيضها بنى الله له مثله في الجنة" (٤)، ومفحص القطاة لا يصلح مسجدًا للناس أو لآدمي ونظائر هذا في الكلام كبيرة.

فائدة: فإن قيل كيف يؤمر بالسمع والطاعة للعبد مع أن شرط الخليفة كونه قرشيًا حرًّا؟

فالجواب: من وجهين، أحدهما: أن المراد بعض الولاة الذين يوليهم الخليفة ونوابه لا أن الخليفة يكون عبدًا، والوجه الثاني: أن المراد لو قهر عبدٌ


= والبيهقي ٨/ ٢٤٧ (١٦٥٤١) من حديث أنس بن مالك. وصححه الألباني في الإرواء (٥٢٠) وصحيح الترغيب (٢١٨٨) و (٢٢٥٩).
(١) أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (١٥١٧) و (١٥١٨).
(٢) العلل (٣/ ١٩٨ رقم ٣٥٩).
(٣) معالم السنن (٤/ ٣٠٠ - ٣٠١)، وشرح السنة (١/ ٢٠٦).
(٤) أخرجه البزار (٤٠١٧)، وابن حبان (١٦١٠) و (١٦١١)، وأبو نعيم في الحلية ٤/ ٢١٧، والقضاعي في مسند الشهاب (٤٧٩) عن ابن عباس. وصححه الألباني في صحيح الترغيب (٢٧٢).