للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

مصالح العباد في معايشهم وبها يستعينون على إظهار دينهم وطاعة ربهم كما قال علي بن طالب: إن الناس لا يصلحهم إلا إمام بر أو فاجر إن كان فاجر عبد المؤمن فيه ربه وحمل الفاجر فيها إلى أجله (١)، انتهى، قاله ابن رجب (٢).

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "وإن تأمر عليكم عبدٌ وحشي" وفي رواية: "حبشي ... أوصيكم بسمع كلام الخليفة والأئمة وطاعتهم وإن كان الخليفة عبدًا حبشيًا ... " واعلم أنه لايجوز أن يكون الخليفة عبدًا ولكن المراد بالعبد هنا من جعله الخليفة حاكمًا على قوم في كل بلد يعني اقبلوا أقوال الخليفة ونوابه وأطيعوه وإن كان من جعله الخليفة واليا عليكم عبدًا حبشيًا لأن طاعة نائب الخليفة طاعةٌ للخليفة وطاعة الخليفة طاعة الرسول وطاعة الرسول طاعة الله تعالى فقوله: "وإن أمّر عليكم عبدًا" وفي الراوية الأخرى "حبشي"، هذا مما تكاثرت به الروايات عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو مما اطلع عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - من أمر أمته بعده وولاية العبيد عليهم والأحاديث في هذا المعنى كثيرة جدًا ولا ينافي هذا قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي في الناس اثنان" (٣) وقوله - صلى الله عليه وسلم - "الناس تبع لقريش" (٤) وقوله: "الأئمة من قريش" (٥) لأن ولاية العبيد قد


(١) أخرجه البيهقي في الشعب (١٠/ ١٥ رقم ٧١٠٢).
(٢) جامع العلوم والحكم (٢/ ٧٦٧ - ٧٦٨).
(٣) أخرجه البخاري (٣٤٩٥) و (٧١٤٥)، ومسلم (١ ز ٢ - ١٨١٨) عن أبي هريرة.
(٤) أخرجه مسلم (٣ - ١٨١٩) عن جابر.
(٥) أخرجه الطيالسي (٢١٣٣)، وابن أبي شيبة (٣٢٣٨٨)، وأحمد ٣/ ١٢٩ (١٢٣٠٧) و ٣/ ١٨٣ (١٢٩٠٠)، والنسائي في الكبرى (٥٩٤٢)، وأبو يعلى (٣٦٤٤) و (٤٠٣٢)، =