للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال تعالى: {وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ} (١) (٢).

تنبيه: التقوى في القرآن تطلق على ثلاثة أشياء، أحدها: الخشية والهيبة، قال الله تعالى: {وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ} (٣)، وقال: {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ} (٤)، والثاني: بمعنى الطاعة والعبادة قال تعالى {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} (٥)، قال ابن عباس: أطيعوه حق طاعته، قال مجاهد: هو أن يطاع فلا يعصى وأن يذكر فلا ينسى وأن يشكر فلا يكفر، والثالث: في تنزيه القلب عن الذنوب، وهذه هي الحقيقة في التقوى دون الأولين ألا ترى أن الله تعالى قال: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ (٥٢)} (٦)، ذكر الطاعة والخشية ثم ذكر التقوى فعلم أن حقيقة التقوى معنى سوى الطاعة والخشية وهي تنزيه القلب عما ذكرنا، ثم قال: حقيقة التقوى هي اجتناب كل ما فيه ضررٌ للدين (٧)، انتهى، قاله في الديباجة.

وأما السمع والطاعة لولاة أمور المسلمين ففيها سعادة الدنيا وبها تنتظم


(١) سورة النساء، الآية: ١٣١.
(٢) جامع العلوم والحكم (٢/ ٧٦٧).
(٣) سورة البقرة، الآية: ٤١.
(٤) سورة البقرة، الآية: ٢٨١.
(٥) سورة آل عمران، الآية: ١٠٢.
(٦) سورة النور، الآية: ٥٢.
(٧) منهاج العابدين (ص ١٢٨ - ١٣٠).