للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله: وعن أبي هريرة - رضي الله عنه -، تقدم الكلام عليه.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "من قال سبحان اللّه وبحمده في يوم مائة مرة غفرت له ذنوبه" الحديث، وفي رواية: "من قال حين يصبح وحين يمسي مائة مرة سبحان اللّه وبحمده لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحد قال ما قال أو زاد عليه" فهذه الأحاديث دالة على عدم اعتبار منع الزائد والناقص وإن أصل السنة يحصل بدون المائة وإن الأكمل مائة بعدد أسمائه الحسنى وما زاد عليها أفضل (١) واللّه أعلم.

تنبيه: وفي حديث التهليل من قال لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كلّ شيء قدير مائة مرة كتب له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به" الحديث، وفي حديث التسبيح من قال سبحان اللّه وبحمده مائة غفرت له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر، ظاهره أن التسبيح أفضل وقد قال في حديث التهليل ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به (٢)، قال القاضي (٣): الجواب عن هذا أن التهليل المذكور أفضل ويكون ما فيه من زيادة الحسنات ومحو السيئات وما فيه من عتق الرقاب وكونه حرزا من الشيطان زائدة على فضل التسبيح وتكفير الخطايا لأنه قد ثبت أن من أعتق رقبة أعتق اللّه بكل عضو منها عضوا منه من النار فقد حصل بعتق رقبة واحدة تكفير


(١) غمز عيون البصائر (٤/ ١٧٣).
(٢) شرح النووي على مسلم (١٧/ ١٨).
(٣) ينظر: إكمال المعلم بفوائد مسلم (٨/ ١٩١).