للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله: وعن أبي مالك الحارث بن عاصم الأشعري - رضي الله عنه -.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "الطهور شطر الإيمان" المراد بالطهور الوضوء، وأصل الوضوء من الوضاءة وهي الحسن والنظافة وسمي وضوء الصلاة وضوءا لأنه ينظف المتوضئ ويحسنه وكذلك الطهارة أصلها النظافة والتنزه.

قوله: "شطر الإيمان" يحتمل أن يكون معناه: الطهارة شطر الصلاة فإن الإيمان ورد في كتاب اللّه تعالى بمعنى الصلاة قال اللّه تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} (١) أي صلاتكم إلى بيت المقدس فالشطر النصف والطهارة شرط في صحة الصلاة فصارت كالشطر وليس يلزم في الشطر أن يكون نصفا حقيقيا، وهذا القول أقرب الأقوال، ويحتمل أن يكون معناه أن الإيمان تصديق بالقلب وانقياد بالظاهر وهما شرطان للإيمان والطهارة متضمنة للصلاة فهي انقياد في الظاهر (٢) واللّه أعلم.

ويحتمل أنه جعله شطر الإيمان على وجه الاتساع لأن الإيمان هو الداعي إلى الصلاة والباعث عليها والطهور هو السبيل إليها ولأن الطهور يطهر الأعضاء الظاهرة عن الأحداث كما أن الإيمان يطهر القلب عن الشرك فهي طهارتان إحداهما تختص بالظاهر والأخرى بالباطن (٣).


(١) سورة البقرة، الآية: ١٤٣.
(٢) شرح النووي على مسلم (٣/ ١٠٠ - ١٠١).
(٣) إحياء علوم الدين (١/ ١٢٦)، وشرح الأربعين (ص ٦٨ - ٦٩) للنووي، والمفاتيح (١/ ٣٤٦) والتحفة الربانية (ص ٥٠).