للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "والحمد للّه تملأ الميزان" أي: التلفظ بهذه الكلمة يملأ ميزان قائلها (١)، وقد تظاهرت نصوص القرآن والسنة على وزن الأعمال وثقل الموازين وخفتها (٢).

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "وسبحان اللّه والحمد للّه تملآن أو تملأ ما بين السماء والأرض" ضبطناه بالتاء المثناة من فوق، وفي (تملأن وتملأ) وهو صحيح والأول ضمير مؤنثين اثنتين، والثاني ضمير هذه الجملة من الكلام، قال صاحب التحرير: يجوز في تملأن التأنيث والتذكير جميعا فالتأنيث على ما ذكرنا، والتذكير على إرادة النوعين من الكلام أو الذكر يوشك الراوي في أنه - عَلَيْهِ السَّلَامُ - قال: "تملأن أو تملأ" فعلى الرِّواية "تملأن" ثنى الضمير لأنهما شيئان وعلى رواية "تملأ" معناه تملأ كلّ واحدة من هذين اللفظين قال: وأما "تملأ" فمذكر على إرادة الذكر، وأما معناه يحتمل أن يقال لو قدر ثوابهما أجساما لملأت تلك الأجسام كفة الحسنات وملأت ما بين السموات والأرض كلّ ذلك عبارة عن فور الثواب وسبب عظم فضلهما ما اشتملنا عليه من التنزيه للّه تعالى بقوله والحمد للّه سبحان اللّه والتفويض والافتقار إلى اللّه تعالى بقوله الحمد للّه (٣) واللّه أعلم.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "والصلاة نور" فمعناه أنها تمنع من المعاصي كما أن النور


(١) المفاتيح (١/ ٣٤٦).
(٢) شرح النووي على مسلم (٣/ ١٠١).
(٣) شرح النووي على مسلم (٣/ ١٠١).