للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يستضاء به، وقيل: الصلاة نور يعني للمصلي في الدنيا والعقبى إما في الدنيا فإنه يهتدي بها من ظلمات الهوى إلى سعة أنوار الهدي، قال اللّه تعالى إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر وأما في الآخرة فهي نور يسعي بين يديه يهتدي بها إلى الوصول إلى أعلاء المقامات، وقيل: معناه أنه يكون أجرها نورا لصاحبها يوم القيامة، وقيل: معناه أنها تكون نورًا ظاهرًا على وجهه يوم القيامة، ويكون في الدنيا أيضًا على وجهه البهاء بخلاف من لم يصل (١).

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "والصدقة برهان" قال صاحب التحرير: معناه يفزع إليها كما يفزع إلى البراهين كأن العبد إذا سئل يوم القيامة عن مصرف ماله كانت صدقاته براهين في جواب هذا السؤال فيقول: تصدقت به، قيل: ويجوز أن يوسم المتصدق بسيما يعرف بها فتكون برهانا له على حاله ولا يئل عن مصرف ماله، وقال عن صاحب التحرير: ومعناه أن الصدقة حجة على إيمان فاعلها فإن المنافق يمتنع منها لكونه لا يعتقدها، فمن تصدق استدل بصدقته على صدق إيمانه (٢) واللّه أعلم.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "والصبر ضياء" فمعناه الصبر المحبوب في الشرع وهو الصبر على طاعة اللّه تعالى والصبر عن معصيته والصبر أيضًا على النائبات وأنواع المكاره في الدنيا، والمراد أن الصبر محمود لا يزال صاحبه مستضيئًا مهتديا مستمرًا على الصواب، قال إبراهيم الخواص: الصبر هو الثبات على


(١) شرح النووي على مسلم (٣/ ١٠١).
(٢) شرح النووي على مسلم (٣/ ١٠١).