للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

مصر تسمى بوصير غربي النيل بصعيد مصر فقتله هناك وكانت قتلته ليلة الأربعاء وقيل ليلة الأحد لثلاث بقين من ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين ومائة وهو الصحيح ثم تفرق بنو أمية في البلاد وقتل أكثرهم ولحق بعضهم بالمغرب فكانت مدة ولايته إلى أن بويع السفاح خمس سنين وشهرًا إلى أن قُتل خمس سنين وعشرة أشهر وكان عمره يوم قتل خمسة وخمسين سنة وقيل ستًا وخمسين، انتهى، قاله في تاريخ كنز الدرر (١).

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "الراشدين" الراشد اسم فاعل والراشد الذي أتى بالرشد واتصف به والرشد خلاف الغي فالراشد ضد الغاوي من عرف الحق وعمل بخلافه وهم يريدون بالراشدين الخلفاء الأربعة الذين تقدم ذكرهم وليس المراد أنه لا يكون من غير هؤلاء الأربعة، الذين تقدم ذكرهم، وليس المراد أن لا يكون الخليفة غير الأربعة، بل يكون الخليفة موجودًا واحدًا بعد واحد إلى قرب القيامة، وأيضًا أراد - صلى الله عليه وسلم - بهذا تفضيل هذه الأربعة على غيرهم وحسن قيامهم على الدين ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم -: "اقتدوا بالذي من بعدي أبي بكر وعمر وعثمان وعلي" (٢).

وقوله "المهديين" يعني: أن الله يهديهم إلى الحق ولا يضلهم عنه والمهدي من هداه الله عز وجل إلى الحق وقد استعمل في الأسماء حتى صار كالأسماء الغالبة وبه سمي المهدي الذي بشر به النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه يجيء في آخر


(١) كنز الدرر (٤/ ٤٤٥).
(٢) المفاتيح (١/ ٢٧٢)، وجامع العلوم والحكم (٢/ ٧٨٠ - ٧٨١).