للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والأقسام الثلاثة في قوله تعالى {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا} (١) فالأول الصبر على المعصية والثاني عن المعصية لأنه من المثابرة التي هي المفاعلة لأن فيها مغالبة النفس والشيطان والثالث الصبر على أداء الواجبات وهي الرباط وأصل الرباط حبس النفس على ما تكره والصبر على المكروهات لا يوجب المحبة بخلاف الشكر فإنه يكون على ما تحبه النفس من النعمة والمسرة وزيادة البسط في الرزق جاء في الخبر أن للصبر على الطاعة ثلاثمائة درجة كل درجة كما بين السماء والأرض والصبر على النفس سبع مائة درجة كل درجة كما بين السماء والأرض ثلاثا (٢) وإنما كان الشكر يدوم في الجنة بخلاف الصبر لأن الجنة ليس فيها مكروهات يصبر العبد عليها وإنما هي دار نعيم وسرور.

قوله "وكبر" أي قال الله أكبر والتكبير هو التعظيم.

قوله "في دبر كل صلاة" أي عقبها.


(١) سورة آل عمران، الآية: ٢٠٠.
(٢) أخرجه ابن أبي الدنيا في الصبر (٢٤) عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: الصبر ثلاث: فصبر على المصيبة، وصبر على الطاعة، وصبر عن المعصية، فمن صبر على المصيبة حتى يردها بحسن عزائها كتب الله له ثلاثمائة درجة بين الدرجة إلى الدرجة كما بين السماء إلى الأرض، ومن صبر على الطاعة كتب الله له ستمائة درجة، ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين تخوم الأرض إلى منتهى العرش، ومن صبر عن المعصية كتب الله له تسعمائة درجة، ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين تخوم الأرض إلى منتهى العرش مرتين. وإسناده ضعيف.