للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وذكر بعد هذه الأحاديث من طرق غير طريق أبي صالح وظاهرها أنه يسبح ثلاثا وثلاثين مستقلة ويكبر ثلاثا وثلاثين مستقلة ويحمد كذلك وهذا ظاهر الأحاديث قال القاضي عياض وهو أولى من تأويل أبي صالح وأما قول سهيل إحدى عشرة إحدى عشرة فلا ينافي رواية الأكثرين ثلاثا وثلاثين بل معهم زيادة يجب قبولها وفي رواية تمام المائة لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير وفي رواية إن التكبيرات أربع وثلاثون وكلها زيادات من الثقات يجب قبولها فينبغي أن يحتاط الإنسان فيأتي بثلاث وثلاثين تسبيحة ومثلها تحميدات وأربع وثلاثين تكبيرة ويقول معها لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلى آخرها ليجمع بين الروايات (١).

واتفق العلماء أنه لو قدم بعض هذه الأنواع على بعض لحصلت السنة والكل واسع فمن أحب الأفضل أتى بالاكثر ومن شاء أتى بهذا مرة وبهذا مرة مع حضور القلب في الجميع وفيه دليل على صحة الحساب وعلمه وجمع التفصيل وهو الذي يسمى الفذلكة بقوله فتلك تسعة وتسعون وأما ما ورد من قوله "نحن أمة أمية لا نحسب ولا نكتب" [ ....... ] أشار في حسابه بالأصابع وحث على العقد بالأصابع فأراد أن الله يفتح على قلوبنا ويلهمنا الصواب مع راحتنا من الحساب والكتاب لا أنه محرم عليه ولا أنه نقص فينا فعلم الحساب يجب لتخليص الحقوق وتمييز الفروض وكذلك الكتابة


(١) إكمال المعلم (٢/ ٥٤٧ - ٥٤٨)، وشرح النووي على مسلم (٥/ ٩٣ - ٩٥).