للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ووقعة صفين كانت في خلافة علي -رضي الله عنه- فإن معاوية لما بلغه مسير علي -رضي الله عنه- من العراق وخرج من دمشق حتى ورد صفين في النصف من محرم فسبق إلى سهولة المنزل وسعة المناخ وقرب الماء من الفرات، وبنى قصرا ليست ماله وصفين صحراء ذات كدى وأكمات وكان أهل الشام قد سبقوا إلى المشرعة من سائر الجهات ولم يكن ثم مشرعة سواها للواردين والواردات فمنعت عليا -رضي الله عنه- إياها وجمتها تلك الكمات فذكرهم بالمواعظ الحسنة والآيات وحذرهم بقول النبي -صلى الله عليه وسلم- "فمن منع فضل ماء بالفلاة" فردوا قوله وأجابوه [بالستة] الطغاة إلى أن قاتلهم بالقواضب [والسمهريات (١)] فلما غلبهم عليها أباحها للشاربين والشاربات، ثم بنى مسجدا على تل بأعلى الفرات وحضرها مع علي جماعة من البدريين وممن بايع تحت الشجرة من الصحابة المرضيين وكان لمقام علي ومعاوية بصفين سبعة أشهر، وقيل: تسعة أشهر وقيل: ثلاثة أشهر وكان بينهم قبل القتال نحو من سبعين زحفا، وقتل في ثلاثة أيام من أيام البيض وهي ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة ثلاثة وسبعون ألفا من الفريقين ذكره الثقة العدل أبو إسحاق بن الحسين الكسائي الهمداني المعروف بابن ديزبل وكان القتال بعد صلاتهم الصبح ومرت مواقيت أربع صلوات واقتتلوا إلى نصف الليل وذلك في شهر ربيع الأول سنة سبع وثلاثين قاله الإمام أحمد في تاريخه وكان أهل الشام يوم صفين خمسة وثلاثين ومائة ألف وكان أهل العراق عشرين أو ثلاثة


(١) السمهريات الرماح الطوال.