للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

كجمع السلامة كما قال أبو وائل، والثانية أن تجعل النون حرف الإعراب وتقر الياء بحالها فتقول هذه صفين ورأين صفين ومررت بصفين، وكذلك تقول في قنسرين وفلسطين وبنوين والله أعلم قاله في النهاية (١)، وصفين هو الموضع المشهور على شاطئ الفرات وكانت به الوقعة المشهورة بين أهل الشام والعراق مع علي ومعاوية -رضي الله عنهما- وخلافة علي بن أبي طالب صحيحة بالإجماع وكان هو الخليفة في وقته ولم يكن لمعاوية خلافة، وأما معاوية فهو من العدول الفضلاء والصحابة النجباء وأما الحروب التي جرت بينهما فكان لكل طائفة شبهة [اعتقدت] تصويب [أنفسها] بسببها وكلهم [عدول] متأولون في حروبهم ولم يخرج شيء من ذلك أحدا منهم عن عدالته لأنهم مجتهدون واختلفوا فى مسائل من محل الاجتهاد كما يختلف المجتهدون بعدهم في مسائل الدماء وغيرهم ولا يلزم من ذلك نقص أحد منهم وسبب تلك الحروب أن القضايا اشتبهت فلشدة اشتباهها اختلف اجتهادهم، واتفق أهل الحق ومن يعتد به في الإجماع على قبول شهاداتهم ورواياتهم وكمال عدالتهم فيجب الإمساك عما شجر بين الصحابة في ذلك، قال -صلى الله عليه وسلم-: "إياكم وما شجر بين أصحابي" أي ما وقع بينهم من الاختلاف، يقال: اشتجر القوم وتشاجروا إذا تنازعوا واختلفوا (٢)، قاله فى الديباجة (٣) وغيرها، أ. هـ.


(١) النهاية في غريب الحديث والأثر (٣/ ٤٠).
(٢) شرح النووي على مسلم (١٥/ ١٤٩).
(٣) كتاب الديباجة في شرح سنن ابن ماجه، لا يزال مخطوطًا كما سبق الإشارة إلى هذا.