للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فيلقاه قريناه فيقولان ماذا تريدان من رجل قد هدي وكفي ووقي، وقالت عائشة -رضي الله عنها-: إذا خرج الرجل من منزله فقال: باسم الله قال الملك هديت وإذا قال ما شاء الله قال الملك كفيت وإذا قال لا حول ولا قوة إلا بالله قال الملك وقيت، أخرجه الترمذي (١)، وقد مدح الله التوكل وحث عليه فقال تعالى: {وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} (٢)، وقال تعالى: {وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ} (٣) وقال {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} (٤) وقال لرسوله -صلى الله عليه وسلم- {فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ (٧٩)} (٥) {وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} (٦) والآيات في ذلك كثيرة وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "التوكل نصف العبادة" قال الإمام أحمد: التوكل عمل القلب، ومعنى ذلك أنه ليس بقول اللسان ولا عمل الجوارح ولا هو من باب العلوم والإدراكات، وقال بعضهم: التوكل هو انطراح القلب بين يدي الله تعالى كانطراح الميت بين يدي الغاسل يقلبه كيف يشاء، وقال أهل الحنفية: التوكل هو الثقة بما عند الله تعالى والإياس عما في أيدي الناس وقال بشر الحافي يقول أحدهم توكلت على الله يكذب على الله تعالى لو توكل على الله رضي بما يفعل الله، وسئل


(١) سبق.
(٢) سورة المجادلة، الآية: ١٠.
(٣) سورة يوسف، الآية: ٦٧.
(٤) سورة الطلاق، الآية: ٣.
(٥) سورة النمل، الآية: ٧٩.
(٦) سورة آل عمران، الآية: ١٧٣.