للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أي: يمنعهم من الضياع والحاجة، ومنه الحديث: "فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم" وحديث الإفك فعصمها الله بالورع (١).

فالاعتصام تمثيل لوثوق المعتصِم بحماية المعتصَم به.

وفي حديث ابن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن هذا القرآن هو حبل الله ... " الحديث، قيل: المراد بحبل الله عهده، وقيل: السبب الموصل إلى رضاه ورحمته، وقيل: هو نوره الذي يهتدى به، فالحبل يطلق على العهد وعلى الأمان وعلى الوصلة، وعلى السبب، وأصله من استعمال العرب الحبل في مثل هذه الأمور لاستمساكهم بالحبال عند شدائد أمورهم ويصلون بها المفرق فاستعير اسم الحبل لهذه الأمور (٢)، وتقدم الكلام عليه.

٦٧ - وَعَن ابْن مَسْعُود - رضي الله عنه - قَالَ الاقتصاد فِي السّنة أحسن من الاجْتِهَاد فِي الْبِدْعَة رَوَاهُ الْحَاكِم مَوْقُوفا وَقَالَ إِسْنَاده صَحِيح على شَرطهمَا (٣).

قوله: الاقتصاد في السنة أحسن من الاجتهاد في البدعة، الاقتصاد الاعتدال والتوسط في المعيشة وغيرها، وفي الحديث: "ما عال من اقتصد" أي: ما افتقر


(١) النهاية (٣/ ٢٤٩).
(٢) انظر إكمال المعلم (٥/ ٥٦٨ و ٧/ ٤٢٠)، وشرح النووي على مسلم (١٢/ ١٢ و ١٥/ ١٨١).
(٣) أخرجه أحمد في الزهد (٨٧٦)، والمروزى في السنة (ص ٣٠)، وابن بطة في الاعتصام (١٦١) و (١٧٨) و (٢٠١) و (٢٤٦)، والحاكم (١/ ١٠٣)، والبيهقي في الكبرى (٣/ ٢٨ رقم ٤٧٤٥). وصححه الحاكم ووافقه الذهبى. وصححه الألباني في صحيح الترغيب (٤١).