للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله: عن عائشة -رضي الله عنها-، تقدم الكلام عليها.

قوله -صلى الله عليه وسلم-: "إن أحدكم يأتيه الشيطان فيقول من خلقك؟ فيقول: الله، فيقول: من خلق الله؟ فإذا وجد ذلك أحدكم فليقل: آمنت بالله ورسوله" وفي الرواية الأخرى التي ستأتي "فليستعذ بالله ولينته" فمعناه الإعراض عن هذا الخاطر الباطل والالتجاء إلى الله تعالى في إذهابه قيل: عن وسوستة الشيطان تجري في الإنسان كما يجري فيه الدم كذا قاله الغزالي، وقال غيره: لأنه يدني خرطومه إلى قلب الرجل فيوسوس له بالشر، قال الحافظ أبو نعيم عن الحسن البصري أن بعض الأنبياء سأل ربه أن يريه كيف يوسوس الشيطان لبني آدم فأراه إنسانا في [صورة البلور، يرى داخله من خارجه، ورأى الشيطان في صورة ضفدع] والشيطان في صورة ذباب جاء من موقفه الأيسر فدلى خرطومه حتى وصل إلى القلب (١)، وعلى هذا يكون المعنى أنه يجري من ابن آدم مجاري الدم ولا تحجزه البشرة عن الدخول فيها كما لا تحجزه الأرض من العبور فيها، وفي تفسير البغوي (٢) أن شيطان الزنى ينفخ في أحليل الرجل وفي عجز المرأة يهيج الشهوة بينهما واتفقوا على


= وابن خزيمة (٩٣٠)، ابن حبان (٦٢٣٣)، والحاكم (١/ ١١٧)، وأحمد (١٧١٧٠)، وأبو يعلى (١٥٧١)، والطبراني في الكبير (٣٤٢٧).
(١) إحياء علوم الدين (٣/ ٤٠)، والفائق (٣/ ٣٩٦)، وربيع الأبرار (١/ ٣٢٣)، والروض الأنف (٢/ ١٧٨).
(٢) تفسير البغوى (٥/ ١٧٩).