للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أن ما يقع في القلب من خواطر القلب فهو وسواس من قبل الشيطان وما يقع فيه من خاطر الطاعة فهو إلهام وذلك من جهة الملك وما يقع فيه من طلب شهوة فهو هاجس وذلك من قبل النفس وأول ما يقع في القلب الخاطر فإن صرفه الله وإلا صار فكرة فإن صرفها الله وإلا صارت عزمة ووقع في المعصية فإن أنقذه الله بالتوبة وإلا صارت طبعا [وهو الران] قال الله تعالى: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (١٤)} (١) والخاطر الأول معفو عنه لقوله -عليه السلام- "إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تتكلم به [أو تعمل] " (٢) أ. هـ.

ونقل الزمخشري في الفائق عن عمر بن عبد العزيز أنه سأل ربه أن يريه مقع الشيطان من قبل ابن آدم فرأى فيما يرى النائم رجلا كالبلور يرى داخله من خارجه ورأى الشيطان في صورة ضفدع له خرطوم كخرطوم البعوضة قد أدخله في منكبه الأيسر إلى قلبه يوسوس له فإذا ذكر الله خنس أي تأخر والله أعلم (٣). أ. هـ.

وأما قوله -صلى الله عليه وسلم- في حديث أبي هريرة فليستعذ بالله ولينته معناه إذا عرض له هذا الوسواس فليجأ إلى الله تعالى في دفع شره وليعرض عن هذا الفكر في


(١) سورة المطففين، الآية: ١٤.
(٢) أخرجه البخاري (٢٥٢٨) و (٥٢٦٩) و (٦٦٦٤)، ومسلم (٢٠١ و ٢٠٢ - ١٢٧) عن أبي هريرة.
(٣) الفائق (٣/ ٣٩٦).