امرئ القيس، شهد بدرًا والعقبة والمشاهد كلها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونزل - صلى الله عليه وسلم - في داره حين قدم المدينة مهاجرًا فأقام عنده شهرًا حتى بنيت مساكنه ومسجده فانتقل إليها، وكان أبو أيوب قد سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يكون هو في العلو وأبو أيوب في أسفل الدار فأجابه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى ذلك، وقدم على ابن عباس البصرة، قال: إني أخرج من مسكني كما خرجت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن مسكنك فأعطاه ما أغلق عليه الدار وعشرين ألفًا وأربعين عبدًا، وهو ممن غلبت عليه كنيته، روي له عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مائة وخمسون حديثًا، أخرج البخاري منها ثمانية، وكان مع علي في حروبه، مات بالقسطنطينية سنة إحدى وخمسين، وذلك مع يزيد بن معاوية، خرج معه فمرض، فلما ثقل قال لأصحابه: إذا أنا مت فاحملوني فإذا صاففتم العدو فادفنوني تحت أقدامكم ففعلوا، فقبره قريب من سورها معروف إلى اليوم معظم يستسقون به فيسقون، وعلى قبره قبة عظيمة ويزار ويتبرك به إلى يومنا هذا، وهذا من أعجب (١) الأشياء وأغربها، وهو أن مسلما يقاتل الإفرنج فيقتل منهم ما شاء الله أن يقتل من أكابرهم ثم إنه لما قتل عندهم ودفن يفعلون بقبره ما ذكرناه، وهذا من بعض كرامات أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقيل: لما بنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بصفية بنت حيي، وذلك بعد فتح خيبر في بعض الطريق فبات بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قبة وبات أبو أيوب متوشحًا بسيفه يحرس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويطوف بالقبة حتى أصبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما رأى مكانه قال: "ما لك