للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يدري أين يذهب ولا أين يقصد فرجع إلى باب الدار فجعل يبكي ويقول: يا أماه من يَفْتَحُ لي الباب إذا أغلقت عني بابَك؟ ومن يُدنيني من نفسه إذا طردتيني؟ ومن الذي يدنيني بعد أنْ غضبت عليَّ؟ فرحمته أمُّه، فقامت، فنظرت من خَلَلِ الباب، فوجدت ولدها تجري الدموعُ على خديه متمعِّكًا في التراب، ففتحت البابَ، وأخذته حتى وضعته في حجرها، وجعلت تُقبِّله، وتقول: يا قُرَّة عيني، ويا عزيز نفسي، أنتَ الذي حملتني على نفسك، وأنتَ الذي تعرَّضت لما حلَّ بك، لو كنتَ أطعتني لم تلقَ مني مكروهًا، فتواجد الفتى، ثم قام، فصاح، وقال: قد وجدتُ قلبي، قد وجدتُ قلبي. أ. هـ قاله ابن رجب (١).

قوله -صلى الله عليه وسلم-: "قال الله تعالى: ولو أن أولكم وآخركم وحيكم وميتكم ورطبكم ويابسكم اجتمعوا على قلب أشقى رجل واحد منكم ما نقص ذلك من سلطاني مثل جناح بعوضة" الحديث، وفي الحديث الآخر سيأتي في الدعاء "على قلب أتقى رجل" وتقديره على تقوى أتقى أو على أتقى أحوال قلب رجل، قال الطوفي: ومعناه أن تقوى العالم بأجمعه لا تزيد في ملك الله تعالى شيئا وكذلك فجورهم لا ينقص من ملكه شيئًا لأن ملك الله تعالى مرتبط بقدرته وإرادته وهما دائمان لا انقطاع لهما فكذا ما ارتبط بهما (٢) وإنما عائد التقوى والفجور على أهلهما نفعا وضرا كما قال الشاعر (٣):


(١) جامع العلوم والحكم (٢/ ٤٤).
(٢) كتاب التعيين في شرح الأربعين (ص ١٩٠).
(٣) قائل هذا البيت هو توبة بن الحمير، وهو من قصيدة له مطلعها: نأتك بليلى دارها لا =