للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الإصرار فتحمل النصوص المطلقة في الاستغفار كلها على هذا المقيد؛ السبب الثالث: من أسباب المغفرة التوحيد وهو السبب الأعظم فمن فقده فقد المغفرة ومن جاء به فقد أتى بأعظم أسباب المغفرة قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} (١) فمن جاء مع التوحيد بقُراب الأرض -وهو ملؤها أو ما يُقارب ملأها- خطايا، لقيه الله بقُرابها مغفرة، لكنَّ هذا مع مشيئة الله -عز وجل-، فإنْ شاء غَفَرَ له، وإنْ شاء أخذه بذنوبه، ثم كان عاقبته أنْ لا يُخلَّد في النار، بل يخرج منها، ثم يدخل الجنَّة أ. هـ، قاله الشيخ زين الدين ابن رجب الحنبلي والله أعلم (٢).

تتمة: وعن بعض العباد أنه كان يطوف ليلة يسأل ربه في الطواف أن يعصمه عن معصيته ثم غلبته عيناه فقام فسمع قائلا يقول: أنت تسألني العصمة وكل عبادي يسألوني العصمة فإذا عصمتهم، فعلى من أجود بمغفرته وعفوي وعلى من أتوب وأين كرمي وعفوي ومغفرتي وفضلي ويا ابن آدم إذا أمنت بي ولم تشرك بي شيئا أقمت حملة العرش ومن حوله يسبحون بحمدي ويستغفرون لك وأنت على فراشك، أ. هـ (٣).

قوله: رواه الترمذي، الترمذي: يجوز فيه ضم التاء والميم، وفتحهما، وكسرهما ذكره الطوفي في شرحه على الأربعين النواوية والله تعالى أعلم (٤).


(١) سورة النساء، الآية: ٤٨.
(٢) جامع العلوم والحكم (٢/ ٤١٧).
(٣) إحياء علوم الدين (٤/ ١٥٢) وهو قول إبراهيم بن أدهم رحمة الله.
(٤) التعيين (ص ٣٣٦).