للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٧١ - وَعَن عَابس بن ربيعَة قَالَ رَأَيْت عمر بن الْخطاب - رضي الله عنه - يقبل الْحجر يَعْني الأسود وَيَقُول إِنِّي لأعْلم أَنَّك حجر لَا تَنْفَع وَلَا تضر وَلَوْلَا أَنِّي رَأَيْت رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - يقبلك مَا قبلتك. رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتّرمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ (١).

قوله: وعن عابس بن ربيعة، وعابس بفتح العين المهملة وبعد الألف باء موحدة مكسورة وسين مهملة، ابن ربيعة النخعي، روى عن عمر وعلي وحذيفة وعائشة، قال أبو داود: جاهلي، سمع من عمر - رضي الله عنه - (٢).

قوله: رأيت عمر بن الخطاب يقبل الحجر الأسود، تقدم الكلام على مناقب عمر - رضي الله عنه -، وهذا الحديث أصل عظيم في الإتباع واقتفاء الآثار النبوية وترك ما كانت الجاهلية عليه من تعظيم الأصنام والأحجار. والإعلام بأن النفع والضر بيد الله عز وجل وأن الأحجار لا تنفع من حيث هي بل لما أودع فيها (٣)، ففي هذا الحديث متابعة السنن وإن لم نعقل معناها (٤)؛ قال الطبري (٥): إنما قال ذلك عمر رضي الله تعالى عنه، والله أعلم، لأن الناس كانوا حديث عهد بعبادة الأصنام فخشي عمر - رضي الله عنه - أن يظن الجهال أن استلام الحجر هو مثل ما كانت العرب تفعله، فأراد عمر - رضي الله عنه - أن


(١) أخرجه البخاري (١٥٩٧) و (١٦٠٥) و (١٦١٠)، ومسلم (٢٤٨ و ٢٤٩ و ٢٥٠ و ٢٥١ - ١٢٧٠) و (٢٥٢ - ١٢٧١)، وأبو داود (١٨٧٣)، والترمذى (٨٦٠)، والنسائي في المجتبى ٥/ ٢٢٧ (٢٩٥٨) و ٥/ ٢٢٨ (٢٩٥٩).
(٢) تهذيب الكمال (١٣/ ٤٧٢ - ٤٧٣ الترجمة ٣٠٠١).
(٣) العدة (٢/ ١٠٠٠)، والإعلام (٦/ ١٩٠ - ١٩١).
(٤) معالم السنن (٢/ ١٩١)، كشف المشكل (١/ ٩٦)، والإعلام (٦/ ١٩٠).
(٥) انظر شرح الصحيح (٤/ ٢٧٨) لابن بطال.