للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله -صلى الله عليه وسلم-: "ألا أدلكم على ما ينجيكم من عدوكم ويدر لكم أرزاقكم تدعون الله في ليلكم ونهاركم فإن الدعاء سلاح المؤمن" الحديث.

قوله: "ويدر لكم أرزاقكم" بالدال المهملة، ومنه قوله تعالى: {يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا} (١) ومعنى الحديث: يكثر لكم الخير.

تتمة: روى الطبراني في كتاب الدعوات (٢) عن أبي الزاهرية أنه قال: أتيت بيت المقدس أريد الصلاة، فدخلت وغفلت عني سدنة المسجد حتى أطفئت القناديل، وانقطعت الرجل وغلقت الأبواب، فبينا أنا على ذلك إذ سمعت حفيفًا له جناحان قد أقبل، وهو يقول: سبحان الدائم القائم، سبحان الحي القيوم، سبحان الملك القدوس، سبحان رب الملائكة والروح، سبحان الله وبحمده، سبحان العلي الأعلي، سبحانه وتعالى. ثم أقبل حفيفٌ يتلوه يقول مثل ذلك، ثم أقبل حفيف بعد حفيف يتجاوبون بها حتى امتلأ المسجد، فإذا بعضهم قريب مني، فقال: آدمي أنت؟ قلت: نعم. قال: لا روع عليك، هذه الملائكة. قلت: سألتك بالذي قواكم على ما أري، من الأول؟ قال: جبريل -عَلَيْهِ السَّلَامُ-. قلت: ثم الذي يتلوه؟ قال: ميكائيل -عَلَيْهِ السَّلَامُ-. قلت: ثم الذي يتلوه من بعد؟ [قال]: من الملائكة عليهم السلام. قلت: سألتك بالذي قواكم على ما أري، ما لقائلها من الثواب؟ قال: من قالها سنة في كل يوم مرة، لم يمت حتى يرى مقعده من الجنة، أو يرى له. قال أبو الزاهرية، قلت: سنة، وسنة كثير، لعلي لا أعيش،


(١) سورة هود، الآية: ٥٥.
(٢) لم أقف عليها عند الطبراني وأوردها أبو المعالي المشرف بن المرجى بن إبراهيم المقدسي في فضائل بيت المقدس (ص ١٩٢) وابن عساكر في تاريخ دمشق (٢٣/ ٢١٢).