للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فيقول: "ما بال أقوام يقولون كذا"و "ما بال رجال يشترطون شروطا ليست في كتاب الله" ونحو هذا، أ. هـ. قاله في شرح الإلمام (١).

قوله -صلى الله عليه وسلم-: "دعوة ذي النون إذ دعاه وهو في بطن الحوت {لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} (٢) " الحديث.

سؤال: فإن قال قائل: ما الحكمة في أن الله تعالى حبسه في بطن الحوت دون سائر الحيوانات؟ الجواب: عنه أن يقال إنما حبسه في بطن الحوت لأن الحوت الذي جرح نمرود بسهمه، شكى إلى الله تعالى فقال جرحتني بسهم عدوك فأكرمه الله تعالى بكون نبي في جوفه فكانه، قال: إن جرحت قلبك بسهم عدوي فقد أكرمت بطنك بسجن وليي، الثاني: أن لله سجونا مختلفة كما سجن يوسف في سجن مصر والمؤمن في سجن القبر والروح في سجن النفس والشياطين في سجن البحر والأولاد في بطون الأمهات كذلك سجن يونس في بطن الحوت وهو تعالى يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد (٣).

سؤال آخر: فإن قيل: ما الحكمة في أن الله عز وجل أنبت عليه شجرة من اليقطين من بين سائر الأشجار؟ فالجواب: عنه من وجوه، أحدها: أن شجرة اليقطين فيها شفاء المعلولين، والثاني: أنه لا يقع عليها الذباب والبق والبعوض، والثالث: ما قيل إن شجرة اليقطين أبرد الظلال وهي من ألطف


(١) سبق وقد أشرنا إلى أن الكتاب لم يطبع بكامله.
(٢) سورة الأنبياء، الآية: ٨٧.
(٣) كشف الأسرار (لوحة ٣٣).