للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

السلف عن النزول المذكور في الحديث فقال: قولي فيه الإيمان به ونفي الكيفية عنه وإنما خص ذلك بالدليل وبالثلث أو الثلثين لأنه وقت التهجد وغفلة الناس عمن يتعرض للنفحات وعند ذلك تكون النية الخالصة والرغبة إلى الله تعالى وافرة وذلك مظنة القبول والإجابة (١) والله أعلم.

وفي هذا الحديث دليل على امتداد وقت الرحمة واللطف التام إلى إضاءة الفجر، وفيه: الحث على الدعاء والاستغفار في جميع الوقت المذكور إلى إضاءة الفجر، وفيه: تنبيه على أن آخر الليل أفضل من أوله (٢) والله أعلم.

قوله: "من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له" هذه الأفعال منصوبة بالفاء في جواب الاستفهام هذا من الله وعد حق وقول صدق ومن أوفى بعهده من الله.

٢٥٤٩ - وَعَن عَمْرو بن عبسة -رضي الله عنه- أَنه سمع النَّبِي -صلى الله عليه وسلم- يَقُول أقرب مَا يكون العَبْد من الرب فِي جَوف اللَّيْل فَإِن اسْتَطَعْت أَن تكون مِمَّن يذكر الله فِي تِلْكَ السَّاعَة فَكُن رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَاللَّفْظ لَهُ وَقَالَ حَدِيث حسن صَحِيح وَالْحَاكِم وَقَالَ صَحِيح على شَرط مُسلم (٣).

قوله: وعن عمرو بن عبسة -رضي الله عنه-، تقدم الكلام عليه.


(١) النهاية (٥/ ٤٢).
(٢) شرح النووي على مسلم (٦/ ٣٧ - ٣٨).
(٣) أبو داود (١٢٧٧)، والترمذي (٣٥٧٩)، وقال: حسن صحيح غريب من هذا الوجه، والحاكم (١/ ٣٠٩)، وابن خزيمة (١١٤٧) وصححه الألباني في صحيح الجامع (١١٧٣).