للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عنه من السوء مثلها ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم" فقال رجل من القوم: إذا نكثر، قال الله أكثر (١)، أ. هـ.

وعن أبي ذر -رضي الله عنه- قال: من يكثر قرع الباب يوشك أن يفتح له (٢) ومن يكثر الدعاء يوشك أن يستجاب له، ومن آداب الدعاء وشروطه أن لا يستعجل لأن ذلك استحثاث للقدرة وهو سوء أدب ولأن ذلك يقطعه عن الدعاء فتفوته الإجابة (٣)، أ. هـ.

قوله -صلى الله عليه وسلم-: "فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء" قال أهل اللغة: يقال حسر واستحسر إذا أعيي وانقطع عن الشيء، والمراد هنا أنه ينقطع عن الدعاء ومنه قوله تعالى: {لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ} (٤) أي: لا ينقطعون عنها، ففيه أنه ينبغي إدامة الدعاء ولا يستبطئ الإجابة (٥) [والحاصل أن الإجابة حاصلة؛ لكن تكون تارة معجلة، وتارة مؤخرة] ذكر مكي رحمه الله تعالى أن المدة بين دعاء زكريا -صلى الله عليه وسلم- بطلب الولد والبشارة أربعون سنة ومثل ذلك ما حكاه ابن عطية عن ابن جريج ومحمد بن علي والضحاك أن


(١) أخرجه أحمد ٥/ ٣٢٩ (٢٢٧٨٥)، والترمذي (٣٥٧٣). وقال الألباني: حسن صحيح صحيح الترغيب (١٦٣١).
(٢) المصنف لابن أبي شيبة، ١٠/ ٢٠٢، وعبد الرزاق، ١٠/ ٤٤٢، والبيهقي في شعب الإيمان، ٢/ ٥٢ عن أبي الدرداء.
(٣) التعيين (ص ١١٧).
(٤) سورة الأنبياء، الآية: ١٩.
(٥) شرح النووي على مسلم (١٧/ ٥٢).